سبته ومليلة وجزيرة ليلى

من أراضي العرب المغتصبة

  • من أراضي العرب المغتصبة

اخرى قبل 3 سنة

من أراضي العرب المغتصبة

سبته ومليلة وجزيرة ليلى

د.سالم سرية

بداية دعونا نتعرف على مكان مدينتي سبتة ومليلية اللتين قد يظن البعض أنهما مدينتان متجاورتان لكنهما ليستا كذلك؛ فمدينة سبتة ذات الحكم الذاتي تقع على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق الذي يفصل المحيط الأطلسي عن البحر المتوسط، ومساحتها تُقدر بنحو 20 كيلومتراً مربعاً وتعداد سكانها 82 ألف نسمة، بحسب إحصائيات عام 2011بينما تقع مدينة مليلية ذات الحكم الذاتي أيضاً في شرق المغرب قرب الحدود الجزائرية قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا، ومساحتها تُقدر بنحو 12 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها يبلغ نحو 70 ألفاً.

وكما يعاني اهلنا في فلسطين من سياسة التهويد وجدار الفصل العنصري يعاني اهلنا في الاراضي  المغربية  المحتلة سبتة ومليلة وجزيرة ليلى ايضا من سياسة الأسبنة وسياج الفصل العنصري التي تمارسها اسبانية لغرض طمس عروبة اهلها والحاقها بالمملكة الاسبانية .

وتعود بداية سقوط المدينتين تحت الإحتلال الأوربي إلى تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء  الأندلس " وصاح فوق كل غصن ديك " بتعبير لسان الدين بن الخطيب في وصف حالة هذا التهارج والإقتتال بين الأمراء ، فانتهز زعماء قشتالة - إسبانيا حاليا - والبرتغال الفرصة للقضاء على الوجود العربي في هذه البقاع ، فيما سمي بحروب الإسترداد ،وكانت غرناطة آخر هذه القلاع التي سقطت عام 1492م . وعلى حين سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام 1410م ، بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام 1497م ، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة  المغرب واحتلال أراضيه ، وقد حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الغزو الاجنبي ، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي ، حيث حاصر العرب في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يقدر لهم أن يفتحوها ، وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م حصار مدينة مليلية ، ولم يفلح   في تخليصها من يد الإسبان .وقد بذل سكان المدينتين   جهودا كبيرة للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين ، وبين عامي 1921و1926م قاد البطل المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي  ونجح في تحريرهما لكن فرنسا دعمت اسبانيا وافشلت نصره . وحاول الجنرال فرانكو دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية ، إذ وعدهم بمنحهم الإستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا ، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م دون أن يفي بوعده لهم.

وهكذا ظل هذان الثغران  يدفعان الثمن باستمرار في كل مرة ، مرة لموقعهما الجغرافي على الواجهة بين أوربا وإفريقيا ، ومرة لوقوفهما مع الجنرال فرانكو ، وثالثة بسبب زحف االعرب من سبتة نحو الاندلس. وقد وضعت إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة العرب نحو المدينتين ، بهدف محو عروبتها بالتدريج ، وشجعت بالمقابل الهجرة الإسبانية وهجرة اليهود الذين تزايد عددهم في الستينيات والسبعينيات خصوصا في مدينة سبتة ، كما ضيقت على السكان هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت نشاطاتهم الدينية والثقافية .

وللحد من أعداد العرب في مدينة سبتة أصدرت سلطات مدريد قانونا يعتبر بموجبه كل من يولد في مدينة سبتة إسباني الهوية .وخلال سنوات الاحتلال لم تكف إسبانيا عن سياسة " أسبنة " المدينتين نهائيا لابتلاعهما وتغيير هويتهما العمرانية والسكانية ، عازمة على تأبيد الاحتلال ووضع غطاء الشرعية عليه ، مستبقة أي مطالبة مغربية باستعادة المدينتين ، وفارضة أمرا واقعا سيكون إلى جانبها في أي مفاوضات مع المغرب بهذا الشأن. وقد أقدمت اسبانيا في عام 1983م  على طرد 1500 مغربي ، ومنع دخولهم من جديد . وفي أكتوبر 1985م بدأت إسبانيا في تطبيق قانون الأجانب المقيمين بالمدينتين ، والذي يعتبر المغاربة هناك أجانب فوق الأراضي الإسبانية ، وأدى ذلك إلى انتفاضة في صفوف المغاربة بقيادة شاب من ميليلية يدعى عمر الدحدوح عام1987 وخلفت سقوط العديد من الشهداء في صفوفهم. ومنذ دخول إسبانيا في الإتحاد الأوربي في النصف الثاني من الثمانينيات  ومع الترتيبات الجديدة  في مطلع التسعينيات وتوقيع اتفاقية " شينجن " المتعلقة بالحدود بين الدول الأوربية تحولت المدينتان إلى عنصر في العقيدة الأمنية الأوربية تجاه منطقة الجنوب ، إذ نصت معاهدة شينجن صراحة أن المدينتين هما الحدود الجنوبية لأوربا ووجدت إسبانيا بذلك المجال متاحا أمامها لإضافة جدار فصل عنصري حول كل مدينة عن الوطن الأصلي الشرعي لهما ، أي المغرب ، بعد الجدار النفسي والوجداني الذي أقامته طوال المراحل السابقة ، وفي عام 1998م اطلقت أعمال تسييج المنطقة الفاصلة بين مليلية ومدينة الناظور المغربية في الشمال بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار وطوله ستة كيلومترات ، مجهزة بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية تضم أربعة وسبعين كاميرا فيديو وآليات إلكترونية حساسة للمراقبة   ، وكانت نسبة التمويل الأوربي لهذه الأشغال تصل إلى 75 بالمائة ، مقابل 25بالمائة نسبة التمويل الإسباني ، وهو السياج الثاني بعد السياج المزدوج الذي أقيم على الحدود بين مدينة سبتة والمغرب ،  وقالت صحيفة لاراثون" الإسبانية في شهر مايو 1999م   : إن أي هجوم على المدينتين " سيجبر الجيش الإسباني على التدخل فورا بأمر دستوري ، وستحظى الحكومة  بدعم الحلف  الأطلسي .وقد مثلت قضية الصحراء  منذ منتصف السبعينيات ورقة الضغط الرئيسية في يد إسبانيا ، إذ عملت هذه الأخيرة على دعم جبهة البوليساريو المطالبة بدولة مستقلة في الصحراء ، ويعود ذلك إلى رغبة مدريد في إشغال المغرب عن المطالبة بحقوقه الشرعية في سبتة ومليلية ، اعتقادا منها بأن حسم هذه القضية سيجعل المغرب يتفرغ لاستعادة ثغوره الشمالية المحتلة.   .

وما يدعو للدهشة والإستغراب ان الأمم المتحدة لا تقر باحتلال اسبانيا للاراضي المغربية .كم لفت انتباهي ما كتب في الويكيبيديا عربي عن سبته ومليلة بانهما مدينتان اسبانيتان وان المغرب يدعي انها اراضيه!!!

 

المصادر:

 

1-       https://ar.wikipedia.org/wiki

2-       سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل- ادريس الكنبوري https://www.islamweb.net

3-       حكاية سبتة ومليلية.- https://arabicpost.net

4-       جميعا من اجل استرجاع سبة و مليلية- صفحه في الفيسبوك

5-       كتاب تاريخ سبتة محمد بن تاويت يمكن تحميله من  Noor-Book.com

6-       قناة الجزيرة الوثائقيه https://www.youtube.com/watch?v=FBP_nFpcNmM&t=1804

التعليقات على خبر: من أراضي العرب المغتصبة

حمل التطبيق الأن